نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تنمية الربع الخالي!! - الهلال الإخباري, اليوم السبت 26 أبريل 2025 08:16 مساءً
الرحلات الاستكشافية المصورة تنقل لنا جزءا يسيرا من جمالية هذه المنطقة التي تعد واحدة من أجمل صحاري العالم.
ويرجح تسمية الربع الخالي بهذا الاسم لكونه يحتل مساحة تقارب ربع الجزيرة العربية. ولكنه لم يعد خاليا الآن فهو محطة انتقال للعديد من سكان البادية ومنطقة مناسبة لرعي الإبل تزخر بالعديد من الثروات والموارد الطبيعية بما في ذلك الرمال الزجاجية، والطاقة الشمسية، والنفط والغاز، ومناطق تجمعات المياه والواحات. كما أنه موطن للعديد من الحيوانات والطيور المهاجرة والزواحف، والنباتات النادرة. وما زال العديد من الباحثين وعلماء الآثار يعتقدون بوجود حضارات وبحيرات ومستوطنات بشرية قديمة مدفونة تحت رمال هذه الصحراء. إن تنمية الربع الخالي تعد مطلبا هاما في تحقيق إيرادات تدعم قطاع السياحة.
والسؤال الناجز لماذا لا نفكر في تنمية الربع الخالي؟ في الواقع، هناك صعوبة بالغة للوصول إلى الربع الخالي ويتطلب ذلك توفير تجهيزات خاصة وفرق ومتخصصين وخبراء في اقتفاء الأثر. ويشكل عامل الوصولية وقساوة الطبيعة والبيئة الصحراوية الصعبة عائقا أمام تنمية الربع الخالي، كما يرى البعض عدم جدوى ذلك نظرا للتكاليف الباهظة. إن تنمية أي مناطق نائية تقتضي تقوية الربط وتعزيز الوصولية بين هذه المناطق وأقرب منطقة استيطانية لها، وتوفير الموارد الأساسية التي تدعم استدامة الاستيطان البشري وأهمها المياه. وتأسيسا لذلك يمكن أن تكون تنمية الربع الخالي وفقا للمبادئ التوجيهية التالية:
أولا: بناء بؤر لمراكز استيطانية حدودية تعزز منافذ الربط بين المملكة العربية السعودية والدول المجاورة، وتوسع من التبادل التجاري وتقلل من الهجرة غير الشرعية؛ على أن يتم تزويد هذه المراكز بأنظمة ذكية ومهابط طائرات تعزز من مستويات الوصولية السريعة لهذه المراكز.
ثانيا: رفع تصنيف الهجر القائمة وتوسيعها تمهيدا لتحولها إلى مناطق استيطان أو تجمعات حضرية، ويشمل ذلك توسيع نطاق المناطق الخضراء حولها، وبناء مجمعات سكنية صغيرة، وبناء قاعدة اقتصادية تعزز الاستقرار السكاني بها مثل بناء مركز أبحاث أو رصد جيولوجي أو محطة للطاقة الشمسية، أو مركز لدراسة الحياة الفطرية.
ثالثا: ربط الطريق الدولي الذي يربط المملكة العربية السعودية بسلطنة عمان بمجموعة من الطرق الصحراوية الفرعية التي تتصل بنقاط استيطان مقترحة؛ وليس بالضرورة أن تكون هذه الطرق مسفلتة بل تمهيدها كمرحلة أولى بحيث تساعد مستقبلا على توصيلها بالمناطق الاستيطانية أو المراكز التي تخدم البادية.
رابعا: توسيع نطاق حفر الآبار الارتوازية والحفاظ على الآبار الحالية وتكثيف الغطاء النباتي حولها، وتوفير محطات مساندة في نقاط مدروسة لتكون بمثابة أساس لتجمعات عمرانية مستقبلية أو محطات توقف.
خامسا: تخطيط المناطق السياحية الواعدة في الربع الخالي وتلك الغنية بالمياه والبحيرات وزيادة الغطاء النباتي حولها وتطويرها كمنتزهات وطنية كبرى وإقامة فعاليات موسمية بها.
وأخيرا، استزراع المناطق المحيطة بالتجمعات العمرانية الصغيرة وجوانب الطرق بأشجار تتكيف مع البيئة الصحراوية وتساعد على تثبيت الكثبان الرملية. ورصف الطرق لربط المناطق السياحية في الربع الخالي مثل البحيرات والكثبان الرملية وبشكل يشجع على زيارة هذه المناطق دون عناء.
0 تعليق