نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في ذكرى الملك الشهيد - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:27 صباحاً
وُلد الملك فيصل في عام 1906، وكان الابن الثالث للملك عبد العزيز آل سعود. تربى في بيت جده لأمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ حيث تلقى تعليمه الأولي. ومنذ صغره أظهر الفيصل ذكاء وحنكة سياسية، مما دفع والده إلى إرساله في مهام قتاليه في معارك توحيد البلاد وزيارات دبلوماسية إلى المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول في سن مبكرة، وكان من الموقعين على ميثاق الأمم المتحدة وكان اول مسؤول عربي يزور الاتحاد السوفيتي وتم تعيينه نائبا لوالده في الحجاز، وبعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله تم تعيينه وليا للعهد في عهد أخيه الملك سعود.
في عام 1964 تولى الملك فيصل الحكم عقب تنازل أخيه الملك سعود له عن الحكم وخلال فترة حكمه، قاد المملكة نحو التحديث والتطوير. كان له دور كبير في تعزيز التعليم والصحة والبنية التحتية، كما عمل على تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية. كان الملك فيصل معروفا بشجاعته في مواجهة التحديات، وخاصة في موقفه الحازم تجاه قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.
فلن ينسى الفلسطينيون والعرب تلك الوقفة التاريخية للملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز، في عام 1973، خلال حرب أكتوبر عندما اتخذ الملك فيصل قرارا تاريخيا بقطع إمدادات النفط عن الدول التي تدعم إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية كان هذا القرار جزءا من مساعيه لدعم الدول العربية وإظهار التضامن مع القضية الفلسطينية. أثر هذا القرار بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وأدى إلى ارتفاع أسعار النفط، مما جعل العالم يعي أهمية النفط كأداة سياسية واقتصادية. كان هذا الموقف جريئا وقويا، وأظهر للعالم قوة وتأثير المملكة العربية السعودية في الساحة الدولية.
وعلى الصعيد الإسلامي كان الملك فيصل ملتزما بتعزيز التضامن الإسلامي والتعاون بين الدول الإسلامية. فكان من بين مؤسسي منظمة المؤتمر الإسلامي (التي تعرف الآن بمنظمة التعاون الإسلامي) في عام 1969، وهي منظمة تهدف إلى تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية. كما عمل على تعزيز العلاقات بين المملكة والدول الإسلامية الأخرى من خلال المساعدات الاقتصادية والتعاون الثقافي والتعليمي. كان يؤمن بأن الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية هو السبيل لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة.
ويتزامن ذكرى استشهاد الملك فيصل - رحمه الله - هذا العام مع ذكرى تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ولاية العهد، والذي يجتمع معه في القيادة الملهمة والرؤية المستقبلية والشجاعة في اتخاذ القرارات، فقد كان الملك فيصل معروفا بشجاعته في اتخاذ القرارات الحاسمة، مثل قراره بقطع إمدادات النفط خلال حرب أكتوبر عام 1973 لدعم القضية الفلسطينية. وبالمثل، يتميز الأمير محمد بن سلمان بشجاعته في اتخاذ قرارات جريئة، مثل إطلاق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط.
ويتمتع كلاهما برؤية مستقبلية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. فقد عمل الملك فيصل على تحديث المملكة وتعزيز مكانتها الدولية من خلال الخطط الخمسية ودعم قطاع والتجارة، بينما الأمير محمد بن سلمان يقود جهودا لتحديث المملكة من خلال مشاريع ضخمة مثل نيوم والقدية والحصول على تنظيم فعاليات عالمية كمعرض إكسبو 2030 وكأس العالم 2034 وبرامج التحول الوطني وغيرها من النجاحات على كافة الأصعدة.
ترك الملك فيصل إرثا قياديا لا يُنسى، حيث يُذكر كقائد حكيم وشجاع، ويسير الأمير محمد بن سلمان على خطى أسلافه العظماء، على تحقيق رؤية طموحة للمملكة في مختلف المجالات في ظل والده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه.
0 تعليق