تعرّف إلى الشجرة التي تحت ظلها الأساطير؟ - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تعرّف إلى الشجرة التي تحت ظلها الأساطير؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 09:24 مساءً

إعداد: سارة البلوشي
تخيّل شجرةً واحدة تمتدّ، لتُصبح غابة بسبب جذورها التي تنمو وتتفرّع وتتضاعف حتى تبدو وكأنها مملكة كاملة من الجذوع والفروع، إنها «شجرة البانيان»، التي لا تشبه غيرها فهي ليست مجرد شجرة، بل كائن حي ينبض بالحياة والتاريخ، تُروى تحت ظلها الأساطير، وتعيش فيها طيور وحيوانات كأنها مدينة خضراء معلّقة.
وتصنف تحت فصيلة التينيات وتعرف أيضاً بـ«شجرة الخانقة» لأنها تبدأ حياتها كطُعم على شجرة أخرى، ثم تُرسِل جذورها نحو الأرض. موطنها الأصلي جنوب آسيا (الهند، بنغلاديش، واشتُهرت أيضاً في ميانمار، تايلاند، جنوب الصين وماليزيا).
وتتميز بجذور هوائية تتحول إلى جذوع وتُرسل جذوراً من فروعها لتنمو إلى الأرض، وتكوّن جذوعاً دعامة جديدة، ويسمح للشجرة بالانتشار بشكل أفقي ضخم، وتغطيها مظلتها التي يصل قطرها إلى 100 متر، وتُشكّل موطناً للكثير من الحيوانات، ويُلقّحها نوع محدد من الدبابير لتدور الدورة البيولوجية المشتركة، وفي الهند تُعتبر أضخم نسخة من حيث مساحة المظلة، تبلغ 19,107 م²، وفي كالكوتا تجاوزت 200 عاماً، وتتفرع عبر آلاف الجذوع الدعائية.
يبدأ نموها من بذرة صغيرة تنقلها الطيور وتربطها على شجرة مضيفة، وتنشأ جذوراً هوائية تهبط نحو الأرض، وعند وصولها تنمو وتصبح جذعاً يُغذي الشجرة الأم، ومع مرور الزمن، يختنق المضيف ويموت، تاركاً فراغاً توفّره جذوع الشجرة الكبيرة، وتُنمو بسرعة نسبية 1 م ارتفاعاً في السنوات المبكرة وتغطي مساحات واسعة خلال عقود.
ولها فوائد بيئية، حيث توفر غذاء وموائل للطيور، الخفافيش، القردة، والحشرات وتسهم في تنشيط النظام البيئي، كما تضبط التربة خلال جذورها وتُثبّتها وتكافح التعرية، وطبياً تُستخدم أجزاء منها (ورق، لحاء، جذور) في الطب التقليدي لعلاج أكثر من 20 حالة مرضية مثل الالتهابات والجروح وهي مثالية للمتنزهات والحدائق وتوفر ظلاً كثيفاً وجمالية خضراء.
واستُخدمت مظلّتها كمكان للتجارة في العصور القديمة، وسمّيت تيمّناً بقبائل التجار البانيون، كما استخدمت في فن البونساي والبنجينغ (الحدائق الصينية التقليدية)، بسبب شكلها المعقد. واسمها ارتبط بقصة الفيلسوف ميتيولا في الفلكلور الفيتنامي، وهي ليست مجرد نبات كبير بل نموذج حي للتكامل بين البيئة، الثقافة، والتاريخ، تجمع بين الهيبة والجمال وتربط الإنسان بالطبيعة منذ آلاف السنين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق