نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تدريب الأطفال على الصيام.. خطوات تدريجية لصحة نفسية وجسدية - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 23 مارس 2025 11:03 مساءً
أبوظبي: وسام شوقي
أكد خبراء في مجال الصحة والتعليم والأسرة، أهمية تدريب الأطفال تدريجياً على الصيام تبدأ بالتحفيز على الصيام لساعات قليلة، وذلك بما يتناسب مع القدرات البدنية والنفسية للطفل، مشيرين إلى أن البداية الصحية تكون بمرحلة التهذيب بالوعي والتعريف بالمعنى الجوهري للصيام وأنه ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو رحلة تربوية تهدف إلى تهذيب النفس.
قال أحمد عبد الوهاب كاتب ومستشار تعليمي وثقافي: إنه يجب أن يكون الصيام تجربة تدريجية لا تؤثر سلباً في صحة الطفل، بما يتوافق مع مبدأ الإسلام في تعليم الأطفال العبادات، تماماً كما يبدأ تعلم الصلاة في سنّ السابعة ويمكنه التدريب على الصيام بشكل تدريجي يتناسب مع القدرات البدنية والنفسية، قد يبدأ الطفل بالصيام لساعات قليلة، على أن تزداد تدريجياً مع الوقت، ما يساعد على التكيف بشكل صحي وآمن دون إجهاد جسدي أو نفسي.
مكافآت معنوية
أضاف عبد الوهاب: إنه من المهم تشجيع الأطفال على الصيام دون الضغط عليهم أو إجبارهم وتحفيزهم من بمكافآت معنوية، مثل التقدير والاحتفال بنجاحهم في إتمام ساعات الصيام والتشجيع على أخذ فترات راحة والحفاظ على التغذية السليمة قبل وبعد الصيام.
وأشار إلى أنه من الضروري أن يتم ترسيخ المعنى الجوهري التربوي من الصيام في ذهن الطفل، فهو ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل رحلة تربوية لتهذيب النفس وبناء الشخصية وضبط النفس والتحلي بالأخلاقيات الحميدة ومن خلال فهم الطفل لهذه الأبعاد الروحية، يصبح الصيام وسيلة لتنمية شخصيته بعيداً عن كونه مجرد فرض ديني.
وأوضح عبد الوهاب، أنه على الرغم من أنه من المؤيدين لتدريب الأطفال تدريجياً على الصيام، فإنه من الضروري مراقبة صحتهم الجسدية والنفسية والتأكد من عدم تأثر نموهم البدني أو النفسي وأن يتم التوازن بين الراحة والأنشطة البدنية وضمان الحصول على الغذاء المناسب خلال ساعات الإفطار والسحور ويفضل استشارة الأطباء المتخصصين.
منهج علاجي
قال حسن الهاشمي استشاري العلاج النفسي الإكلينيكي عضو اتحاد المعالجين النفسيين العرب، يعد الصيام وقاية من الاضطرابات النفسية، كمنهج علاجي رباني لتأديب وتهذيب النفس البشرية ومن آليات ترويض وتقويم هذه النفس بهذه العبادة التي أخذت مؤخراً في دراسات وأبحاث في الجامعات الأوروبية يتحدثون فيها على إمكانية هذه العبادة في تطوير الذات وطرق علاج لبعض الاضطرابات النفسية مثل اضطرابات الإدمان، كما أنها من ضمن الأساليب العلاجية التي طرحت مؤخراً في المقياس الدولي للصحة النفسي والذي أقرت به الجمعية الأمريكية للطب النفسي ومن ضمنها الصيام المتقطع أو الصيام لبعض الوقت.
ولفت إلى تهيئة الأطفال على هذه العبادة والنسق العلاجي الذي يساعد على التحكم في الشهوات والرغبات وتطوير الذات ويخضع هذا البرنامج من سن 6-7 سنوات فما فوق، لأن الطفل في هذه المرحلة يكون في «مرحلة التهذيب أو التأديب بالوعي»، فالطفل من عمر شهر إلى 6 سنوات يتعلم الأشياء بالإيحاء وهذه مرحلة التهيئة للصيام عندما يبدأ بتقليد الأهل والأسرة بدون توجيه كلامي أو لفظي، ويبدأ بالاستفسار لماذا لا نأكل ولا نشرب في نهار رمضان.
القاعدة الذهبية
أوضح الهاشمي، أن القاعدة الذهبية لمؤسس علم النفس ألبرت باندورا وهو يضع قواعد منهجية للأسرة، يقول: إن الطفل في أول 7 سنوات من عمره يتعلم بالإيحاء أو النمذجة ولا يتعلم بالتوجيه اللغوي أو اللفظي، تليها مرحلة من 7 إلى 14 عاماً، التي يبدأ فيها الطفل باستيعاب المعاني الإدراكية طبقاً للموصلات العصبية الموجودة في المخ وهي مرحلة يكون فيها التعزيز الإيجابي أو المكافأة الإيجابية عن صيام الطفل، فالتوجيه للطفل يكون كلامياً ولفظياً بمكافآت تشجيعية وتحفيزية في حالة الصيام، وربط الموضوع شرطياً بين العادة والمكافأة لتحبيب الطفل في هذه العبادة وفي نفس الوقت لتدريبه على تهذيب النفس في هذه المرحلة.
وأكد أن الصيام يؤثر إيجابياً في الطفل في المستقبل، لأنه في مرحلة المراهقة التي يكتشف فيها الرغبات والشهوات وهي المرحلة الأخطر في حياة الشاب، لأننا كما نسمي هذه المرحلة العدسة المكبرة لاكتشاف أخطاء التربية في الطفولة، ويكون عليه تركيز أكثر ويكون ظاهراً أكثر ويكون سلوكه واضحاً بشكل أكبر، من هنا يظهر ناتج الصيام ما بعد ال 14 عاماً عندما يستطيع المراهق التحكم في انفعالاته.
التعويد والتحفيز
حذرت ميثاء الكعبي مستشارة أسرية، من صيام الأطفال صياماً كاملاً دون سن الصيام، مشيرةً إلى ضرورة تعويد الأطفال وتحفيزهم في المراحل المبكرة، لاحتياج جسم الطفل للسوائل، حيث يعد جسم الطفل «دون سنّ الصيام»، غير مؤهل للحرمان من السوائل طوال فترة الصيام، نتيجة الحركة والجهد الذي يبذله الطفل في اللعب والأنشطة اليومية التي يمارسها والتي تؤدي إلى احتياجه للسوائل والسكر والجلوكوز والماء كي لا يفقد السوائل التي يحتاجها جسمه، مما قد يتسبب له بالضرر.
وأضافت: يبدأ دور الأسرة، من مراقبة تقبل الطفل لفكرة الصيام في سنّ السابعة، إذ تظهر ردة فعله بوضوح عندما يرى أفراد العائلة ممن يكبرونهم سناً وهم ممتنعون عن الطعام والشراب، فتكون بمثابة مفتاح وعلامة لقابلية الطفل خاصة عندما يبدأ بالاستفسار.
الجلسات العائلية
أشارت إلى أن الكل يستعد بشكل يومي أو أسبوعي من خلال الإعداد لمشتريات رمضان، ثم الإعداد لوجبتي الإفطار والسحور وغيرها من مظاهر الاحتفال من بينها تهيئة المنزل وصنع الحلويات والوجبات المميزة، مؤكدةً على أهمية تحفيز الأطفال على الشهر الفضيل، لافتة إلى ضرورة البدء بالحديث معهم في الجلسات العائلية وإخبارهم أننا في شهر فضل ونعدد لهم فضل الصيام ونبدأ بشرح المعلومة تلو الأخرى على مدار الشهر، من ثم العودة للمتابعة والتركيز على سلوكيات الأطفال من خلال المراقبة ومعرفة أثر هذا التحفيز والتحدث بشكل مباشر.
وأكدت، أهمية تخصيص هدايا ومكافآت لأطفال الأسرة، الذين أتموا الصيام بالشكل السليم، وقاموا بحفظ أجزاء من القرآن وقراءته، والصلاة والذهاب إلى المسجد، كي لا يكون التركيز فقط على ساعات الصيام، فكل هذه الأشياء تعد بمثابة تحفيز لهم وتشعرهم بالمسؤولية وتشعرهم بالقدرة على الصيام حتى وإن كانت ساعات بسيطة، للظهر أو بعد الظهر كل حسب مقدرته كطفل مع مراقبة صحته جيداً إن كان ظهرت عليه أعراض التعب أو كان بحاجة لشرب المياه أو قطع الصيام من وقت مبكر أكثر من إخوانه.
0 تعليق