تواجه الصين تهديدات مناخية متزايدة مع اقتراب إعصار «ووتيب» من سواحلها الجنوبية، في وقت تلوح فيه بوادر انفراج في العلاقات مع الهند، حيث أعلن البلدان عزمهما تسريع استئناف الرحلات الجوية المباشرة، في خطوة تعكس توجهاً نحو تهدئة التوترات الثنائية وتعزيز التعاون الإقليمي ويأتي هذا التطور السياسي بالتوازي مع استعدادات مكثفة داخل الصين لمواجهة الإعصار، في مشهد يعكس تداخل الأولويات المناخية والدبلوماسية في منطقة تتزايد فيها الحاجة إلى تنسيق متعدد الأطراف.
ففي جزيرة هاينان الاستوائية جنوب الصين، أجْلت السلطات آلاف الأشخاص وأغلقت المدارس وعلّقت خدمات القطارات قبيل وصول الإعصار «ووتيب»، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام حكومية أمس الجمعة وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن نحو 16 ألف شخص تم إجلاؤهم من مواقع بناء ومناطق مهددة بالفيضانات، بينما أعيد أكثر من 40 ألف عامل على متن قوارب إلى البر.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي «سي سي تي في» أشجار نخيل تتمايل بشدة وأخرى مقتلعة على جوانب الطرق، فيما عملت فرق الطوارئ تحت أمطار غزيرة لإزالة الحطام وضرب الإعصار اليابسة في ساعات مساء أمس الجمعة ويتوقع أن يشتد اليوم السبت، مصحوباً برياح تصل سرعتها إلى 28 متراً في الثانية (نحو 100 كيلومتر في الساعة)، وفق المصدر ذاته.
وأعلنت السلطات في هاينان تعليق خدمات القطارات عالية السرعة وإغلاق مدينة سانيا السياحية والمدارس والمواقع السياحية، في ظل توقعات بأن يضرب الإعصار الساحل الصيني مرة أخرى اليوم السبت. ويُعد «ووتيب» أول إعصار يضرب اليابسة هذا العام، بعد أن تشكّل فوق بحر الصين الجنوبي منتصف الأسبوع.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن الهند والصين اتفقتا على «تسريع» استئناف الرحلات الجوية المباشرة، في مؤشر إضافي على تحسّن تدريجي في العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من التوتر الذي أعقب الاشتباك الحدودي الدامي عام 2020 في جبال الهملايا.
وجاء الإعلان بعد اجتماع في نيودلهي بين وكيل وزارة الخارجية الهندية فيكرام ميسري ونائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونغ وأكد بيان للخارجية الهندية أن الجانبين اتفقا أيضاً على «تسهيل إصدار التأشيرات وتعزيز التبادلات الإعلامية والأكاديمية».
وفي تعليق رسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن بلاده تأمل أن «تتعاون معها الهند لتعزيز استئناف الرحلات في أقرب وقت ممكن» وبحسب وسائل إعلام هندية، كانت هناك نحو 500 رحلة مباشرة شهرياً بين البلدين قبل أن تُعلق بسبب جائحة كوفيد-19 والتوترات السياسية.
وبينما تواجه الصين تحديات داخلية مناخية تتطلب تعبئة شاملة، فإن تحركاتها الخارجية لتعزيز التقارب مع الهند تشير إلى سعيها لتأمين استقرار إقليمي أوسع وربما فتح الباب أمام تعاون مستقبلي في مجالات متعددة بينها إدارة الكوارث والبنية التحتية العابرة للحدود، بما يعكس تغيّراً في أولويات السياسة الصينية وسط مناخ دولي متقلب. (وكالات)