نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اسمعوا كلام الأمهات! - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 9 مارس 2025 06:37 مساءً
والحقيقة أن أكثر ما شدني في هذا التقرير هو تسليط الضوء على الدور الهام والمحوري للأمهات اللاتي وإن لم يكن من ضمن أركان التعليم التقليدية إلا أنهن وبلا شك عنصر مهم ومؤثر في العملية التعليمية. وهذا التقرير تحديدا وإن تحدث عن دورهن في ظاهرة تؤثر سلبا على سير العملية التعليمية، إلا أنه أظهر وبطريقة غير مباشرة الأهمية الضمنية والدور الهام الذي تقدمه الأمهات لدعم العملية التعليمية.
لا يمكننا الحديث عن التعليم بمعزل عن الأمهات، فهن المحرك الخفي الذي يؤثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية، سواء بشكل مباشر من خلال متابعة الأبناء والتواصل مع المدارس ومتابعة العملية التعليمية في المنزل، أو بشكل غير مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات الأمهات في وسائل التواصل المختلفة! وبدلا من الاكتفاء بتوجيه اللوم في التقارير الإخبارية وتعبير المختصين التربويين عن امتعاضهم من هذا الدور السلبي والتوصية بفرض العقوبات واتخاذ القرارات الصارمة، من المهم أن نستمع إليهن، نفهم احتياجاتهن، وندرس الأسباب التي تدفعهن لمثل هذه التصرفات.
فعملية التعليم بالأساس هي عملية تكاملية تتفاعل فيها البيئة الأسرية مع المدرسة لتسهم في تكوين المعرفة والقيم والمهارات اللازمة للنمو الشخصي والاجتماعي وزيادة الحصيلة المعرفية والعلمية لدى الطالب، وعليه فإن هذه العلاقة التكاملية بين البيئة الأسرية والجهات التعليمية يحسُن لها أن تكون علاقة ممتدة لتشمل الأخذ بمرئيات الأسر عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم، وأنا هنا أقترح على وزارة التعليم أن تتبنى منهجا تفاعليا عن طريق استطلاعات الرأي والاستبيانات لفهم احتياجات الأسر واتخاذ قرارات تتماشى مع البيئة الاجتماعية.
ختاما، إن التعامل مع المشكلات التعليمية يجب ألا يقتصر على الحلول الإدارية فقط، بل يجب أن يشمل فهم العوامل الاجتماعية المؤثرة ومعالجتها بطرق مبتكرة، فإشراك الأسر - وخاصة الأمهات - والأخذ بمرئياتهم حول العملية التعليمية يمكن أن يكون خطوة فعالة نحو حلول أكثر واقعية وقابلية للتنفيذ، واستغلالا إيجابيا للتأثير القوي للأمهات يؤدي إلى تحقيق التوازن بين متطلبات العملية التعليمية والواقع الاجتماعي للأسر.
0 تعليق