روح الرياض!! - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
روح الرياض!! - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 9 مارس 2025 12:46 صباحاً

الرياض اليوم ليست كرياض الأمس.. نعم الرياض اليوم تتغير بشكل جلي، بدأت ملامحها الجديدة بالظهور منذ انطلاق رؤية السعودية عام 2016. مشاريع تنموية رائدة افتتحت خلال الفترة القصيرة الماضية وبدأنا نجني ثمارها. بالأمس القريب افتتح مترو الرياض وكان حديث الجميع وتجربة ملهمة لمشاهدة بُعد آخر لمدينة الرياض، انتعشت معها مواقع ومراكز حضرية. مترو الرياض وسيلة نقل تربط مدينة كبرى من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.

الحديث عن عوائد مترو الرياض يبدو مبكرا؛ ولكنه عبر عن شغف سكان المدينة لاستكشاف مدينتهم وزيارة مواقع لم يتسنَ لهم زيارتها سابقا. أما حافلات النقل الجماعي فلم تعد كما كانت في بداية تشغيلها، حيث أصبح هناك نسبة إشغال معقولة نتيجة تشغيل مترو الرياض وهو ما يؤكد على العلاقة التراتبية لمنظومة النقل.

إن عملية التخطيط تتسم بكونها مرنة، ومستمرة، وقابلة للتطوير، وعليه تبدو الحاجة ماسة إلى عمل دراسات استطلاعية للسكان بما في ذلك تحديد أكثر الوجهات والمسارات طلبا.

ومن الأهمية بمكان دراسة العلاقة بين محطات المترو ومحطات الحافلات وتطوير خطوط حافلات ومحطات جديدة تنسجم مع مسارات الرحلات الأكثر طلبا وإغلاق المسارات غير الفاعلة. تساعد هذه الدراسات الاستطلاعية على فهم أكثر الشرائح الاجتماعية استخداما لمنظومة النقل العام من حيث الجنس والعمر والتموضع المكاني، وهذا يساعد على جذب شريحة مستخدمين واسعة وتحليل أسباب عزوف بعض السكان عن استخدام وسائل النقل العام.

منظومة النقل في مدينة الرياض لم تقتصر على الحافلات والمترو بل كنا على موعد مع افتتاح أولى مراحل مشروع المسار الرياضي. يتكامل المشروع مع وجهات عديدة في مدينة الرياض بما في ذلك وادي حنيفة وجامعة الأميرة نورة، ووجهة منتزه الرمال الرياضي ويمتد بطول 83 كلم، وكل هذه المسافة تمثل فقط 40% من مشروع المسار الرياضي. المسار الرياضي هو ليس مجرد طريق مخصص للمشاة؛ بل وجهة سياحية تتكامل مع منظومة النقل وتعزز مكانة مدينة الرياض كمدينة عالمية بما تحويه من خدمات تفاعلية ومساحات لعرض الفنون الأدائية ومتحف وسينما في الهواء الطلق ومسارات للدراجات الهوائية. وبصفتي متخصصا في مجال التخطيط العمراني أرى أن مشروع المسار الرياضي يمكن أن يكون حلقة رابطة تعزز الاتصالية بين مشاريع الرياض الكبرى والمناطق الحيوية بحيث نجني ثمار التأثير الإيجابي لهذه المشاريع على المحيط العمراني.

مشاريع التطوير العمراني في مدينة الرياض لم تتوقف، فالعمل مستمر في زيادة نسبة المساحات الخضراء واستخدام طرق مستدامة لمعالجة المياه الآسنة في ري المساحات المشجرة، وبالتالي التخلص من المياه الآسنة ورفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 متر مربع إلى 28 مترا مربعا لتكون الرياض رياضا.

في الحقيقة، إن ضخ كم كبير من المشاريع النوعية ساهم في إحداث نقلة نوعية لمدينة الرياض، فالتأثير الإيجابي لهذه المشاريع سوف يدفع عجلة التطوير العقاري والمشاريع الخاصة لملاحقة النقلة النوعية التي نشهدها. الأفكار التقليدية في تطوير الأحياء السكنية أو المشاريع الاستثمارية الخاصة لم يعد لها مكان، فالمستهدفات تؤكد على الجانب النفعي للمجتمع، والسباق محموم نحو تطوير مشاريع عمرانية خلاقة تؤكد على توفير الحد الأدنى من الخدمات النوعية كمسارات المشاة والفراغات العامة والمناطق الخضراء.

وحتى لا تعود عجلة التطوير العمراني نحو تحسين البيئة العمرانية القائمة، فلا بد من تطوير الإطار التشريعي والبنية الإجرائية للمشاريع العقارية وصولا لأحياء سكنية مستدامة ذات جودة عالية تراعي التباين الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق