نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رجلٌ من نور - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 12:28 صباحاً
لكنه لا يزال حيا في ذاكرة من عرفوه، وفي كل ابتسامة أوجدها، وكل مشكلة حلّها، وكل روح أنقذها بعد الله، بذل أقصى وأجمل معاني العطاء لأسرته وأبناء قبيلته ابتداء من محافظة ميسان عندما كانت قرية صغيرة تفتقر إلى خدمات كثيرة، حيث كان من المساهمين في إدخال التيار الكهربائي وشراء المولدات لإنارة القرية ومن المساهمين لشراء أرض مستشفى ميسان العام وشراء أرض جامع ميسان الكبير مستعينا بالله والتخاطب مع أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي والوزراء ووجهاء وأعيان ومشايخ قبيلته، لما يمتلكه من علاقات ومحبة وتقدير وقبول لدى الأسرة الحاكمة - رحمه الله - في تطوير وتنفيذ مشاريع للقرية من سفلتة وإنارة ومدارس للبنين والبنات وكليات ومباني حكومية ومستشفيات خدمية حتى عام 1434هـ صدر أمر من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتصنيف (قرية ميسان) إلى محافظة فئة (ب) تتكون من 7 مراكز إدارية بل إن سمو الأمير أطلق عليها في إحدى زياراته التفقدية مسمى (دلوعة الغيم)، والتي شهدت منذ توليه إمارة منطقة مكة المكرمة نقلة نوعية في إقامة الكثير من المشاريع وتوفير وتحسين الكثير من الخدمات والمرافق الأساسية والهامة لجميع المحافظات.
إنه رجل الأفعال والأعمال الشيخ عبدالله بن دريويش الشعابي الحارثي. كان (رحمه الله) صاحب شخصية محبوبة، يجمع بين التواضع والحكمة، لا يُعرف عنه إلا الخير. بدأ حياته من الصفر، وكوّن نفسه بنفسه وتوسعت أعماله ونشاطاته داخل المملكة وخارجها من محافظة الطائف، مؤمنا بأن الكرامة لا تُمنح، بل تُكتسب بالتعب والمواقف الصادقة الخالصة لوجه الله تعالى. لم يسعَ وراء الأضواء، بل كان يضيء طريق الآخرين بهدوء وبساطة، من أبرز ما يُذكر عنه، مساهمته الفاعلة في التبرع بأجهزة غسيل الكلى لمستشفى ميسان العام، حرصا على راحة المرضى وتخفيفا لمعاناتهم. لم يكن عمله الخيري محصورا بالماديات، بل كان مرجعا في إصلاح ذات البين، وعتق الرقاب، حاملا قلبه قبل كلماته، ينزع فتيل الخلافات ويزرع بذور المحبة رغبة فيما عند، الله وبذلك عرف أعظم سر لم يعرفه الكثيرون، التجارة مع الله، رحل وترك بصمات عظيمة في عتق الرقاب، حيث سعى مستعينا بالله بكل ما يملك من جاه ومال وسمعة طيبة لإعادة البسمة إلى أمهات وأطفال، وإنقاذ أرواح كانت قاب قوسين من النهاية. رجل آمن بأن الحياة لا تستحق أن نعيشها لأنفسنا فقط، بل لنمنح منها لغيرنا، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ولأن النفوس الكبيرة لا تُقاس بطول العمر بل بعرض العمل، فإن وفاته كانت فاجعة لكل من عرفه، لكنها أيضا لحظة تذكير بأن العظمة لا تحتاج إلى منصب، وإنما إلى قلب نابض بالعطاء، رحمك الله يا صاحب القلب الكبير، وجعل ما قدمت في موازين حسناتك. لن تُنسى سيرتك، وسيظل أثرك شاهدا بأن الرجال لا يُخلِّدهم الزمان، بل ما زرعوه فيه من نور. عزاؤنا الخالص لأنفسنا ولأبنائه الكرام: (محمد، وإبراهيم، وفيصل، وعبدالعزيز، وفهد) الذين لم يرثوا عن والدهم فقط اسمه، بل ورثوا أيضا صفاته النبيلة، وطيب الخصال، ونبل العطاء، ومحبة الناس. وقلوبا تنبض بكل خير وسلام. نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يجعلهم خير امتداد لسيرته المشرفة ومسيرته المباركة. (إنا لله وإنا اليه راجعون).
0 تعليق