يقول دكتور "بيار بالاردي"- وهو أخصائي تقويم عظام وتغذية فرنسي - في مقدمة كتابه "البطن هو السبب " أن البطن هو مركز الحياة، والحياة اليومية تضاعف الأفخاخ التي تضعها في طريقنا، تأسرنا دوامات العمل الشاق، فلا نجد الوقت لنتنفس أو نسترخي، نأكل بسرعة فائقة أطعمة خالية من أي قيمة غذائية، وأحيانًا نمارس رياضة عنيفة لا تلائم أجسامنا ولا سننا ظننًا منا أننا نفعل خيرًا بأنفسنا، ومن خلال ممارسة طب العظام والتغذية وجدت أن أغلب مشاكلنا الجسدية والنفسية كان يمكن تفاديها لو قبلنا بتغيير في بعض عادتنا البسيطة وتغيير طريقة أكلنا وتنفسنا وأدركنا أن الأوجاع تبدأ من البطن فإذا ما استعاد البطن صحته أعاد إلينا التوازن وحب الحياة.

وقد أثبت البروفيسور "مايكل جرشون" وهو أخصائي في علم التشريح والبيولوجيا الجلدية في جامعة كولومبيا في كتابه "الدماغ الثاني" أن البطن هو دماغنا الثاني من حيث البنية والكيمياء العصبية وهو يتصل مباشرة بدماغ الرأس ويكمله وأن الدماغين يجب أن يعملا متناغمين معًا وإلا دبت الفوضى في البطن وساد البؤس في الرأس. 

في السطور التالية نوضح علاقة البطن بانتاج الخلايا المناعية في الجسم وكيف يمكن المحافظة على صحة البطن باتباع بعض القواعد من خلال كتاب " البطن هو السبب" لدكتور بيار بالاردي:

1. أغلب الأمراض التي نعاني منها هي اضطرابات مرتبطة مباشرة بصحة البطن فالبطن هو السبب في زيادة الوزن، الاضطرابات الجنسية، الأرق، الحساسية، آلام الظهر والرقبة، أمراض القلب،الصداع،القلق.
2. ينتج البطن نسبة تتراوح بين 85% إلى 90% من الخلايا المناعية التي تؤمن الحماية ضد الفيروسات والبكتيريا والاعتداءات التي نتعرض لها على الدوام،وتنتج الأمعاء وحدها حوالي 70% من الخلايات المناعية الموجودة في الجسم التي تحمي حياتنا من الأمراض الخبيثة والخطرة،وهذا يعني أن معالجة البطن ووظائفه المضطربة كالتهاب المعدة والقولون والإمساك والإسهال تعيد إلى الجسم صحته وتعزز دفاعاته المناعية.
3. تؤدي العناية بالبطن إلى الشفاء من عدد كبير من الاضطرابات الصحية وإلى الوقاية من أمراض خطيرة.

تعتمد طريقة دكتور بيار بالاردي في علاج البطن على 7 قواعد: 

1. التنفس من البطن 
2. تناول الطعام بترو وانتظام 
3. حسن اختيار الطعام
4. ممارسة الرياضة المفضلة 
5. رياضة الدماغين 
6. التدليك الذاتي 
7. التأمل من خلال البطن 

أولًا: التنفس من البطن:

التنفس ينظم وتيرة حياتنا، ويعد شرطًا أساسيًا لاستمرارها فهو يؤمن الأكسجين للجسم ويضمن عمل كافة الأعضاء وبخاصة الدماغين لذا فهو غاية في الأهمية غير أن تنفسنا يزداد سوءًا وسرعة بسبب الضغوطات اليومية وازدياد الانفعالات وقلة صبرنا..وباختصار الحياة العصرية تزيد الوضع سوءًا 

قبل أن يبلغ الطفل عامه الثاني يملأ رئتيه وبطنه هواء ويفرغهما غريزيًا بالطريقة نفسها بعدئذ يدخل الطفل عالم الخوف والخجل والضغط النفسي فيحل محل التنفس الطبيعي تنفس اجتماعي فلا تلعب فيه دورًا سوى الرئتين والشعب الهوائية فتقل كمية الهواء التي تدخل الجسم إلى النصف كما ننسى أن نتنفس من بطننا فيصاب البطن بالخلل لأنه لم يحصل على الأكسجين الضروري له، وقد تكون هذه بداية لاضطرابات عصبية نفسية كالتهاب القولون والتشنجات المؤلمة والإمساك والتعب والإرهاق والحساسية 

فوائد التنفس من البطن: 

• تحرير الحجاب الحاجز الذي يعد قائد التنفس العميق، وهو في حركة دائمة حيث ينخفض مع الشهيق ويرتفع من الزفير نحو عشرين مرة في الدقيقة.
• في مرحلة التعلم عليكم بالتمدد أثناء التمرن على التنفس من البطن لكن لاحقًا ستستطيعون القيام بحركة الشهيق والزفير مشغلين بطنكم ورئتكم بنفس الهواء سواء أكنتم جالسين أو واقفين أو جامدين أو متحركين، قم بتمرين التنفس العميق 5 مرات في الساعة، لا تقلقوا إن شعرتم في البداية بالدوار فهو ناتج عن زيادة الأكسجين التي قد تسرع نبضات القلب
  1. تمددوا على ظهركم واثنوا ساقيكم.

كيف تتعلم التنفس من البطن؟

التمرين الأول: 

1. ضعوا كتابًا على بطنكم وآخر على صدركم، ضعوا يدًا على كل كتاب
2. تنفسوا ببطء من أنفكم مدة 7 الى 10 دقائق، لا تقلقوا إن وجدتم العملية صعبة في البداية تابعوا التمرين فبعد بضع محاولات ستشعرون بأن الكتاب الذي وضعتموه على بطنكم يرتفع كما ستلاحظون أن الكتاب الموضوع على صدركم سيرتفع عند الشهيق وسينخفضان في الوقت نفسه مما يعني أن تنفسكم أصبح شاملًا وان التواصل بين البطن والعقل قد تم
3. بين الشهيق والزفير احبسوا الهواء لثانية او اثنتين في رئتكم وبطنكم قبل أن تخرجوه من الفم، في نهاية الزفير ابلعوا بطنكم قدر المستطاع حتى يكاد يلتصق بعمودكم الفقري وستلاحظون انخفاض الكتابين بشكل أوضح

التمرين الثاني: 

• ضعوا أيديكم على بطنكم وتنفسوا ببطء من أنفكم.. احبسوا الهواء مدة ثانية أو اثنين قبل إخراجه
• افرغوا الهواء ضاغطين على بطنكم قدر الإمكان

ثانيًا تناول الطعام بانتظام وتمهل: 

• المسالة الأهم هي حسن اختيار أوقات تناول الطعام، فالأكل بعصبية ومن دون شهية وبسرعة وفي أي وقت من أفظع الأخطاء التي ترتكبونها
• الضغط النفسي والانفعال والعجلة تؤدي إلى الإصابة بعسر الهضم والتهابات القولون وأحيانًا الانتفاخ واٌمساك أو الرغبة في القئ
• الأكل أمام التليفزيون مضر بالصحة عليكم أن تأكلوا على المائدة في جو من الاسترخاء وإن كنتم تشعرون بالتوتر فمن الأجدى أن تمارسوا تمارين التنفس قبل الأكل مباشرة.
• لا تبتلعوا الطعام دون مضغه، اللعاب به ماء وبروتينات وأملاح معدنية، أما في حالة غياب اللعاب أو النقص في إفرازه فإننا نعرض أنفسنا للإصابة بحموضة في المعدة واضطرابات هضمية وزيادة وزن
• لتنشيط الغدد اللعابية قوموا بتدليك ذاتي للوجه والرأس مشددين على المواضع المؤلمة اضغطوا بشكل دائري على كل نقطة لبضع ثوان ثم حركوا أصابعكم على طول أنفكم وحاجبيكم وحول عينكم وصولًا إلى عصب العين ولكن تجنبوا الفرك هذا لن ينشط الغدد اللعابية فقط بل سينشط أعصاب الجمجمة وعندما تدلكون وجهكم ورأسكم سترتاحون بسرعة من أوجاع بطنكم وستتأكدون من هذه العلاقة الوثيقة بين الدماغين
• قديمًا في الريف كانت ساعات الطعام تعتبر شبه مقدسة وبالتالي لم يكن يحق لأحد أن يصاب بالمرض أما حياتنا العصرية فلا تراعي ذلك أصبحنا نأكل اي شئ في أي وقت
• تناولوا فطورًا خفيفًا ثم اجعلوا بين الوجبة والأخرى فترة 4 -5ساعات
• اختاروا من الطعام ما تحبونه على أن يكون طعامكم متنوعًا
• اياكم والتدخين على المائدة فهو عدو الفيتامنيات الفتاك سيجارة واحدة تسلب من عمركم 12 دقيقة
• تفادوا احتساء المشروبات المحلاة بالسكر أثناء تناول الطعام
• خففوا كمية الحلويات لأن السكر يبطئ عملية الهضم
• دونوا الأطعمة التي تسبب لكم حموضة، نفخة، تعاب، نعاس، نقص في التركيز أو النشاط أو زيادة في العصبية وبدلًا من تجنب هذه الأطعمة قوموا بتقليل الكمية التى تقومون بتناولها منهم.

ثالثًا اختيار نوعية الطعام:

قل لي ماذا تأكل اقل لك من أنت!، الأغذية كافة بما فيها تلك الاسوأ سمعة ضروية للتوازن العام فمثلًا الخبز والمعجنات والأرز والنشويات تلعب دورًا هامًا في تهدئة الاعصاب والتركيز.

أثبتت الدراسات الحديثة أن استبعاد فئة معينة من الأطعمة يكفي لتغيير ما يفرزه البطن من خلايا مناعة وهو ما يفتح الباب لكل أنواع الالتهابات، وحسب مقولة دكتور "باراسليس" لا شئ يعتبر سمًا وكل شئ سم، إنا السم في الجرعة"

فلو قام شخص ما باتباع نظام غذائي قائم على الخضروات والفاكهة فقط فيمكن أن يكون هذا النظام المتطرف مميتًا.