كشف الدكتور أشرف الخولي، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة للأدوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، عن خطة طموحة لإنشاء مصنع للأدوية البيولوجية لإنتاج أدوية السرطان والأمراض المزمنة بالتعاون مع مستثمر استراتيجي، وذلك من خلال شركة النيل للأدوية، حيث تُقدَّر التكلفة الاستثمارية لهذا المشروع بحوالي 2 مليار جنيه مخصصة لنقل التكنولوجيا والمعرفة التقنية اللازمة.

وقال "الخولي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن هذه الخطوة تأتي استجابةً للتوجه العالمي المتزايد نحو الأدوية البيولوجية، والتي أصبحت تمثل ما بين 42% إلى 47% من حجم سوق الأدوية عالميًا. الأدوية البيولوجية هي تلك التي تُنتَج باستخدام الكائنات الحية مثل البكتيريا، الخميرة، والأنسجة.

وأشار إلى أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة بالمصنع، بما في ذلك التكلفة المتوقعة وعوائد الاستثمار وعلى مدار العام الماضي، جرت مفاوضات مع شركات من سويسرا، الصين، الهند، وروسيا، بهدف نقل تكنولوجيا إنتاج الأدوية البيولوجية إلى مصر حيث تم التوصل إلى اتفاقات مبدئية مع عدة مستثمرين من جنسيات مختلفة، وجاري مراجعتها حاليًا.

ولفت إلى أن المشروع يستهدف إنتاج مجموعة متنوعة من الأدوية البيولوجية، بما في ذلك الأنسولين قصير وطويل المفعول، والذي لا يُنتَج حاليًا في مصر وأدوية الهرمونات وأدوية الفشل الكلوي وأدوية لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الرئة، الأمعاء، الصدر، والمبايض.

وأوضح أنه يمثل إنشاء مصنع الأدوية البيولوجية في مصر خطوة استراتيجية نحو تعزيز صناعة الدواء المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة أن الأدوية البيولوجية أصبحت تشكل جزءًا كبيرًا من السوق العالمي، وتستخدم في علاج العديد من الأمراض المستعصية، مثل السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، والسكري، والفشل الكلوي.

وأكد أنه تعتمد مصر حاليًا بشكل كبير على استيراد الأدوية البيولوجية من الخارج، وهو ما يُحمّل الموازنة العامة للدولة أعباءً مالية كبيرة، نظرًا لارتفاع أسعار هذه الأدوية عالميًا يساهم إنشاء المصنع في تقليل فاتورة الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة، ودعم الاقتصاد الوطني عبر التصنيع المحلي.

وأشار إلى أنه نظرًا لارتفاع تكاليف إنتاج الأدوية البيولوجية، فإن أسعارها في الأسواق العالمية غالبًا ما تكون مرتفعة، مما يجعلها بعيدة عن متناول العديد من المرضى يتيح التصنيع المحلي إنتاج هذه الأدوية بأسعار تنافسية، ما يُسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية وتخفيف الأعباء المالية عن المرضى.

وأكد أنه يُعد توفير الأدوية البيولوجية محليًا خطوة مهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من الأدوية الحيوية حيث  تعتمد العديد من الدول على مخزونها الاستراتيجي من الأدوية لمواجهة الأزمات الصحية، لذا فإن امتلاك القدرة على تصنيع هذه الأدوية محليًا يعزز الأمن الصحي، ويقلل من تأثر مصر بأي تقلبات في الأسواق العالمية.

وأوضح أنه يتطلب إنتاج الأدوية البيولوجية تقنيات متطورة وخبرات علمية متخصصة من خلال هذا المشروع، سيتم نقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر، مما يفتح المجال أمام البحث العلمي والتطوير في مجال الهندسة الوراثية وعلم الأحياء الدقيقة. كما سيُسهم في تدريب الكوادر المحلية ورفع كفاءتها، مما يعزز القدرة التنافسية لمصر في مجال الصناعات الدوائية.

وأوضح أنه يمكن لمصر أن تتحول إلى مركز إقليمي لتصنيع الأدوية البيولوجية وتصديرها إلى الأسواق الإفريقية والعربية، مما يساهم في زيادة عائدات التصدير وتعزيز مكانة مصر كمركز للصناعات الدوائية في المنطقة فمع ارتفاع الطلب العالمي على هذه الأدوية، فإن إنتاجها محليًا سيفتح فرصًا كبيرة للأسواق الخارجية.

وأشار إلى أن مصر تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والسرطان حيث أن تصنيع الأدوية البيولوجية محليًا سيتيح وصول هذه العلاجات إلى أعداد أكبر من المرضى، مما يحسن مستوى الخدمات الصحية ويقلل من معدلات الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض.

وأكد أن تنفيذ مشروع بهذا الحجم يتطلب شراكات استراتيجية مع شركات عالمية متخصصة في مجال الأدوية البيولوجية سيوفر ذلك فرصة للتعاون مع كبرى الشركات الدوائية لنقل التكنولوجيا والمعرفة، مما يعزز من مستوى التصنيع المحلي ويرفع معايير الجودة في الإنتاج.

وأوضح أن إنشاء مصنع للأدوية البيولوجية في مصر يمثل نقلة نوعية في قطاع صناعة الأدوية، حيث يضع مصر في موقع متقدم ضمن الدول المنتجة لهذا النوع من العلاجات المتطورة من خلال هذا المشروع، يمكن تحقيق أهداف اقتصادية وصحية واجتماعية هامة، بدءًا من دعم الاقتصاد المحلي.