أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، خلال مشاركته في صالون معهد التخطيط القومي الذى عقد اليوم الأربعاء حول مستقبل المنطقة العربية بعد 2025، أن الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية ليست الأولى من نوعها في التاريخ، مشيرًا إلى أن العالم شهد تجارب مماثلة، وكان له القدرة على التعامل معها وإعادة بناء الاستقرار والتنمية.

مستقبل المنطقة العربية 

وأوضح سعيد أن أوروبا خاضت حربين عالميتين استمرتا لثلاثين عامًا، دمرت خلالهما تمامًا دول مثل ألمانيا وفرنسا، إلا أنها تمكنت من تجاوز هذه المحن بفضل التخطيط الاستراتيجي والتعاون الإقليمي، وأضاف: "ما يحدث في منطقتنا اليوم حدث في التاريخ، والسؤال الأهم هو كيف تعاملت الدول الأخرى مع مثل هذه الأزمات واستطاعت تجاوزها؟"

تجمع عربي جديد 

في ظل الأوضاع الراهنة، وخاصة الأزمة الفلسطينية المستمرة، شدد الدكتور سعيد على أن الوقت قد حان لتشكيل تجمع عربي للدول التي تضع السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في مقدمة أولوياتها، مشيرًا إلى أن هذا التجمع سيضم الدول التي تنتهج إصلاحات عميقة وتعمل على بناء قوتها الصلبة والناعمة، مما يجعلها مؤهلة لقيادة المنطقة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

وأضاف أن هذا الكيان العربي الجديد سيكون له صوت مسموع في المحافل الدولية، كما سيكون قادرًا على دعم القضية الفلسطينية بطريقة فعالة، من خلال دعم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارهما الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

التوازن بين السياسة والتنمية الاقتصادية

وأوضح الدكتور سعيد أن القضية الفلسطينية لطالما فرضت نفسها على مسارات المستقبل في المنطقة، وجعلت التركيز الأساسي لقادة الدول العربية في الوقت الراهن ينصب على إيجاد حلول سياسية عبر المفاوضات، لكنه أشار إلى أهمية التعاون الاقتصادي الذى يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاستقرار، مستشهدًا بنماذج مثل منتدى غاز شرق البحر المتوسط، الذي يضم فلسطين، إسرائيل، الأردن، قبرص، واليونان، حيث تلتقي المصالح المشتركة لتطوير موارد الطاقة والاستفادة منها.

كما اقترح النظر إلى منطقة شمال البحر الأحمر كمركز جديد للرخاء المشترك والتنمية، حيث تلتقي أهداف التنمية والمعاصرة المصرية والسعودية حول خليج العقبة، وهو ما قد يخلق فرصًا اقتصادية كبرى تدعم استقرار المنطقة وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون العربي والإقليمي.

وشدد على أن المنطقة العربية بحاجة إلى رؤية استراتيجية شاملة، تجمع بين إصلاح الأوضاع الداخلية للدول، وتعزيز التعاون الإقليمي، وتبني سياسات تنموية واقتصادية حديثة، مؤكدًا أن بناء تحالف عربي قوي يقوم على مبادئ الاستقرار والتنمية المشتركة سيكون هو المفتاح الحقيقي لضمان مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا للمنطقة بأسرها.