قال تقرير صادر عن مركز تشاتام هاوس وهو مركز بحثي بريطاني أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن غزة سواء كانت  تكتيكًا تفاوضيًا أم لا، فقد أحدثت بالفعل أضرارًا لا يمكن إصلاحها.

رفض لخطة ترامب بشأن غزة

وقال التقرير إن اقتراح الاستيلاء على غزة من قبل الولايات المتحدة من شأنه أن يعطل كل هدف تقريبًا للسياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.

 وتابع التقرير، ان الرئيس دونالد ترامب بدأ واقعًا جديدًا في الشرق الأوسط، بغض النظر عما سيأتي بعد ذلك. هل نسف أيضًا صفقة الرهائن في غزة؟ ربما. ما هي النتيجة الأخرى التي يجب أن يتوقعها الناس إذا أدت السياسة الأمريكية المقترحة بشأن المنطقة إلى تحذيرات ضد التطهير العرقي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومن شأنها أن تنهي فعليًا التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين؟

مقترح ترامب بشأن غزة إعلان بلفور ثانٍ

 وقال التقرير إنه لا يمكن إلقاء اللوم على أحد لوصف هذه الخطة بأنها إعلان بلفور ثانٍ، أو ربما نكبة ثانية إلى جانب اللامبالاة التي تظهرها الخطة تجاه هوية الفلسطينيين وكرامتهم، فقد بدا أن ترامب يتجاهل حقيقة مفادها أن ضيفه في الكشف عن الخطة، بنيامين نتنياهو، مسؤول عن تحويل غزة إلى "موقع هدم".

وأضافت “إذا كان تدخل ترامب المذهل تكتيكًا للمساومة، كما يزعم البعض الذين يبحثون عن المنطق في الاقتراح، فقد فشل بالفعل. لقد لحقت أضرار جسيمة بعملية السلام الهشة وهيبة الولايات المتحدة. ومن الناحية العملية، تقف الخطة في طريق كل هدف سياسي تدعي إدارة ترامب أنها تمتلكه في الشرق الأوسط”.

خطة ترامب بشأن غزة شريان حياة لنتنياهو

وقبل اجتماعه مع نتنياهو، كان  ترامب يساعد بالفعل قضية اليمين الديني المتطرف في إسرائيل، مؤكدًا أنه "ليس لديه ضمانات" بأن اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في غزة سيبقى.

وأوضحت أن تهجير الفلسطينيين من غزة من شأنه أن يضع حدًا للدولة الفلسطينية - وهو هدف لا يهتم نتنياهو بإخفائه، وبذلك، ألقى بشريان حياة قد ينقذ مسيرة نتنياهو السياسية. من خلال التخلي فعليًا عن دور أمريكا كضامن لوقف إطلاق النار، ومهد الطريق لرئيس الوزراء الإسرائيلي لإسقاط الاتفاق الهش والحفاظ على حكومته على قيد الحياة (وصف نتنياهو باستمرار وقف إطلاق النار بأنه "مؤقت").

مع الإعلان عن خطة ترامب، يمكن لنتنياهو أن يقدم نفسه لمريديه من اليمين المتطرف باعتباره الشخصية السياسية الإسرائيلية الوحيدة القادرة على حمل الرئيس الأمريكي على جعل رؤيتهم للشرق الأوسط حقيقة واقعة.

وقالت الجارديان إن هذه الرؤية، لدفن السلام مع الفلسطينيين مرة واحدة وإلى الأبد، تعززها خطة ترامب بشأن غزة، كما يمكن أن يشكل الاستيلاء الأمريكي على القطاع جزءًا من صفقة أكبر للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية - كما يطالب اليمين المتطرف في إسرائيل.