أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الأخيرة، عملية انسحابه من ممر نتساريم، إذ يتوقع أن تنتشر القوات في محيط المنطقة خلال الساعات القادمة، ويأتي ذلك في إطار الترتيبات الجديدة التي تندرج ضمن اتفاق الهدنة في غزة ووقف إطلاق النار إسرائيل وحركة حماس.

وبدأت عملية انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجزء الشرقي لممر نتساريم قبل عدة أيام، لكن خلال عطلة نهاية الأسبوع، تم تكثيف جهود الانسحاب لاستكماله نهائيًا بحلول ظهر الأحد. 

وأفادت مصادر بأن المستوى السياسي أعطى موافقته النهائية خلال ساعات الليل، مما سرّع من تنفيذ الخطة.

وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتفكيك عدد من المواقع العسكرية التي كانت منتشرة في الممر، لكنه أبقى على الطريق الذي أنشأه على طول الممر. 

مواقع انتشار جيش الاحتلال بعد إخلاء ممر نتساريم

وتابعت الصحيفة أن مع إتمام الانسحاب، سيتم نقل قيادة الفرقة 99، التي عملت في ممر نتساريم خلال الأشهر الماضية، إلى قيادة المنطقة الوسطى، بينما ستتحمل فرقة 162 مسؤولية تأمين المحيط المجاور لممر نتساريم كجزء من إعادة الانتشار، وبذلك، تبقى قوات من فرقتين رئيسيتين فقط في محيط قطاع غزة وداخل ممر فيلادلفيا جنوب القطاع فرقة غزة وفرقة 162. 

وأكدت مصادر عسكرية أن عملية الانتشار في محيط ممر نتساريم تهدف إلى التعامل مع أي تهديدات محتملة قد تستهدف المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة، وتأتي هذه الخطوة ضمن المرحلة الخامسة من اتفاق تبادل الأسرى، الذي يتطلب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من ممر نتساريم وانتقال السيطرة فيه إلى شركة أمنية أمريكية. 

وأضافت الصحيفة أنه خلال الأسبوعين الماضيين، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجزء الغربي للممر، ما سمح للفلسطينيين بحرية أكبر في التنقل من جنوب القطاع إلى شماله، وبموجب الترتيبات الأمنية الجديدة، يُسمح للفلسطينيين بالسير بحرية على طول الطرق الساحلية دون قيود كبيرة. 

وأوضحت الصحيفة أن إعادة الانتشار خطوة رئيسية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، لكن التحديات الأمنية لا تزال حاضرة، وتبقى عيون المراقبين على قدرة الترتيبات الأمنية الجديدة على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، في ظل وجود أطراف دولية، مثل الولايات المتحدة، التي تشارك في مراقبة الوضع لضمان الالتزام بشروط الاتفاق.