نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التضليل عبر المشاهد المؤثرة - الهلال الإخباري, اليوم السبت 12 أبريل 2025 10:22 مساءً
مع سيل الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة المنتشرة اليوم خلال معركة غزة والإبادة المستمرة التي لا يعرف أحد إلا الله منتهاها؛ من الواضح أن مخالب البروبوغاندا الإسرائيلية طويلة وبعيدة المدى؛ فلم تألُ إسرائيل جهدا للخلط ما بين الأصوات المؤيدة لحماس والأصوات المؤيدة للفلسطينيين.
وتشكل حرب المعلومات المتصاعدة اليوم أحد التهديدات المتزايدة التي استجدت لشيوع وانتشار البنى التحتية التقنية، والتي دمجت بين ساحات القتال المادية والرقمية ونُقلت عبر الهواتف الذكية والكاميرات لتنشر كل عمل عسكري تقريبا وتشكل الرأي العام وهذا مع سرعة النشر؛ وانسياق رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل انتشرت محتويات حساسة دون التثبت من صحتها، وباتت هذه المحتويات غير الدقيقة التي من المستحيل تتبع مصادرها مصدرا للأخبار المنتشرة والمتداولة عالميا.
التلاعب بالمعلومات خلال الحروب يدفعنا إلى شرح مصطلح Like War الذي ظهر عام 2018 وتم تعريفها على أنها منافسة سياسية وعسكرية على جذب الانتباه، وإذا كانت الحرب الالكترونية هي اختراق للشبكات عبر الإنترنت، فإن like War هي اختراق الأشخاص الموجودين عليها، باستخدام إعجاباتهم ومشاركتهم لجعل السردية المفضلة تنتشر بسرعة وسط الجمهور؛ حيث تنتشر هذه السردية ضمن وابل من المعلومات المضللة المتعمدة إثارة الغضب، وضمن سلسلة للتقليل من شأن تأطير الخصم للأحداث أو استدراجه، وضمن جهد متظافر من طرف الجانب الأقوى ماديا.
في دراسة نشرت عام 2013، تحت عنوان «الغضب أكثر تأثيرا من الفرح»، تتبع باحثون من جامعة بيهانغ 70 مليون رسالة على منصة التواصل الاجتماعي الصينية Weibo، ووجدوا أن المنشورات التي تثير الغضب وصلت إلى جمهور أكبر بكثير من المنشورات التي تثير الفرح أو الحزن، وفي أوقات الحرب، ويمكن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت تسخير هذه القوة لاستفزاز الخصم.
وضمن انتشار المعلومات الكاذبة والأخبار المغلوطة اعتمدت الدعاية الإسرائيلية المساندة على مجموعة من الركائز الأساسية في تشويهها للحقائق أمام العالم وانطلقت من التأكيد على رعب أحداث 7 أكتوبر، وتشويه الأصوات المؤيدة لفلسطين، وتبرير تدمير غزة، والحد من تدفق المعلومات عن الحرب بقطع الاتصالات عن غزة، وتعبئة الرأي العام الإسرائيلي من خلال إظهار تفوق جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار موقع «بولتيكس توداي» إلى أن حرب إسرائيل على غزة صاحبتها حرب أخرى على شبكة الإنترنت، أغرقت خلالها مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، ضمن حملات دعائية تقودها حسابات وهمية تستخدم سياسة التضليل والأكاذيب لخداع الرأي العام العالمي ومنها إطلاق إسرائيل حملات تضليل تحت عنوان «باليوود - Palywood» و»غزة وود - GazaWood» تشكك بمعاناة الفلسطينيين، وتنكر الجرائم المرتكبة بحقهم.
صحيح أن المعركة في غزة دموية بكل ما تحمل صورها ولا يمكن نكرانها؛ ومع الضخ الإعلامي وحجم المعلومات المضللة الحالية أخذت الحرب أشكالا وأنواعا مختلفة ضمن فنون الحرب وأساليبه يفوق إمكانات المؤسسات المشاركة في تقصي الحقائق، ساهم في ذلك وجود دور محدود يلعبه الذكاء الاصطناعي التوليدي في نشر المحتوى والتفاعل معه، ويشعر الكثير من الأفراد بالحيرة إزاء تصديق كل ما تسمعه آذانهم وكل ما تراه أعينهم، فما إن تتم مشاركة المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى تقوم خوارزميات المنصات ومستخدموها بنشر هذه المعلومات وتضخيم أثرها، فتنتشر الادعاءات التي لم يتم التحقق من صحتها على نطاق واسع.
وأخيرا، يبقى الإرهاب الحقيقي تمارسه إسرائيل بقتل الأطفال والنساء والمدنيين، وفي المقابل تسلحت الدعاية الإسرائيلية وحلفاؤها ومؤيدوها بالأكاذيب للتلاعب بالمعلومات بوصفها سلاحا إلى جانب عملياتها العسكرية على الأرض، والنشر غير المسؤول والتفاعل السريع مع كل ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي، يخدم الرواية الإسرائيلية التي تشكك في معاناة الفلسطينيين، حيث تعامل مدققو المعلومات مع أشكال جديدة من التلاعب الجماعي بالمعلومات خلال الحروب لم يسبق لهم التعامل معها، خصوصا في ظل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى المضلل، الذي يصعب تفنيده بالأدلة القاطعة مقارنة بالادعاءات الأخرى.
0 تعليق