نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
3 تحديات يواجهها المختصون النفسيون في دعم الطلاب بالمدارس - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 23 مارس 2025 11:21 مساءً
أبوظبي: ميرة الراشدي
الأخصائي النفسي ركيزة أساسية في خلق بيئة مدرسية صحية، حيث يقدم الدعم العاطفي والنفسي للطلاب، ما يساعدهم على التغلب على مشكلاتهم الشخصية والدراسية، في ظل تزايد الضغوط النفسية التي يعانيها الطلاب نتيجة للتحديات الأكاديمية والاجتماعية، ما يتطلب تعزيز الدعم النفسي في المدارس.
ويواجه 3 تحديات رئيسية عند التعامل مع المشكلات النفسية لدى الطلاب، خاصة في الفئات العمرية المختلفة، وهي: عدم قدرة الطالب على فهم مشاعره الحقيقية أو تسميتها، والخوف الشديد من عقاب الأسرة في حال اكتشافهم أنه لجأ إلى الأخصائي النفسي، وغياب الوعي والدعم من الأسرة لإنجاح الخطة العلاجية الموضوعة.
«الخليج» التقت عدداً من الأخصائيين النفسيين في المدارس الخاصة، حيث استعرضوا دورهم الحيوي في دعم الطلاب نفسياً، كما شارك الطلاب تجاربهم الشخصية في التغلب على تحديات نفسية أثرت في تحصيلهم الدراسي وصحتهم العامة. وأوضحوا أهمية وجود الأخصائي النفسي في البيئة المدرسية، والتحديات التي تواجه الطلاب في تقديم الدعم اللازم، وأهمية التعاون بين المدرسة والأسرة لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للطلاب.
البيئة الداعمة
هدى عبدالرحمن إبراهيم، قالت: إن وجود أخصائي نفسي داخل المدارس أمر بالغ الأهمية، حيث يسهم في توفير بيئة نفسية داعمة للطلاب، وللمدرسة دور أساسي في نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية. وذلك يمكن تحقيقه بإقامة حملات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، ودعوة الأخصائيين النفسيين لتقديم محاضرات توعوية تتناول المواضيع التي تهم الطلاب.
وأوضحت، أن دور الأخصائي النفسي يختلف عن دور المشرف أو الأخصائي الاجتماعي، إذ إنه يعمل على تقديم الدعم النفسي للطلاب الذين قد يشعرون بالخوف أو الحرج من التعبير عن مشاعرهم. لأنه يلاحظ هؤلاء الطلاب من بعيد، ويعمل على احتوائهم وتقديم الدعم المناسب لهم عبر استراتيجيات تتماشى مع كل فئة عمرية، لتحقيق التوازن النفسي للطلاب.
تحديات
وذكرت أن الأخصائي النفسي يواجه التحديات عند التعامل مع المشكلات النفسية لدى الطلاب، خاصة في الفئات العمرية المختلفة، وأول تحدّ يكمن في عدم قدرة الطالب على فهم مشاعره الحقيقية أو تسميتها، ما يصعب عليه فهم الحالة بدقة. والتحدي الثاني خوف الطالب الشديد من عقاب الأسرة في حال اكتشافهم أنه لجأ إلى الأخصائي النفسي. والتحدي الثالث غياب الوعي والدعم من الأسرة لإنجاح الخطة العلاجية الموضوعة، ما يؤدي إلى بطء في تقدم العلاج وعدم نجاحه أحياناً.
التوتر والقلق
وأكد محمد طلال الشاعر، أن بيئة المدارس تشهد مجموعة من التحديات النفسية التي تختلف بحسب أعمار الطلاب وأحوالهم. وأبرز هذه التحديات التوتر والقلق الدراسي، حيث يعاني كثير من الطلاب ضغوطاً أكاديمية بسبب التطلعات العالية أو الرغبة في تحقيق أداء متميز، لمواجهة ذلك، تقدم المدرسة جلسات استشارية فردية وبرامج تدريبية لإدارة التوتر وتنظيم الوقت.
وأشار، إلى مشكلة ضعف الثقة بالنفس، حيث يواجه بعض الطلاب صعوبات في التعبير عن أنفسهم أو الثقة بقدراتهم، خاصة في بيئات تتطلب الإبداع والمبادرة، وتعمل المدرسة على تعزيز هذه الثقة عبر ورش تركز على تطوير المهارات الشخصية والتقدير الذاتي.
وأوضح، أن الطلاب الذين ينتمون إلى خلفيات ثقافية متنوعة قد يواجهون تحديات في التكيف مع بيئة جديدة، ولحل هذه المشكلة، تُنظم المدرسة أنشطة جماعية وبرامج تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الطلاب. مشيراً إلى مشكلات التنمر التي قد تظهر أحياناً بشكل غير مباشر، حيث يتعامل معها بتوعية الطلاب بأهمية الاحترام المتبادل ومتابعة سلوكاتهم باستمرار.
دور المدرسة
وأشار الشاعر إلى أن المدرسة، تستخدم وسائل متعددة للتعرف إلى المشكلات النفسية، مثل الملاحظة المباشرة لتصرفات الطلاب وسلوكاتهم اليومية، والتواصل مع المعلمين لتدريبهم على ملاحظة أي تغييرات في أداء الطلاب أو مزاجهم. كما توفر جلسات استماع لتوفير مساحة آمنة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم، والاستبانات الدورية لقياس مستويات التوتر والرضا العام.
وأضاف أن المدرسة تسعى إلى توفير بيئة تعليمية صحية تُعزز التطور الشخصي والقيادي للطلاب، مع ضمان تكامل الجهود بين المدرسة والأهالي لدعم الطلاب نفسياً واجتماعياً داخل المدرسة وخارجها.
دور الأهل
وأوضح أن دور الأهل محوري في دعم الحالات النفسية للطلاب، لأهمية التعاون المستمر مع أولياء الأمور بالتواصل المستمر معهم لتوضيح الحالة النفسية للطالب وتقديم الإرشادات اللازمة بكيفية تقديم الدعم في المنزل. مشيراً إلى أن المدرسة تقدم ورشاً توعية للأهل بكيفية التعامل مع المشكلات النفسية وتعزيز الصحة النفسية لدى أبنائهم. والتقييم المشترك مع الأهل يساعد في متابعة تطور الحالة وضمان تكامل الدعم بين المدرسة والمنزل.
وشدد على أن التواصل الإيجابي مع الأهل يعزز فعالية خطط الدعم ويسهم بشكل كبير في تحسين حالة الطالب النفسية.
علاج المشكلة
والتقت «الخليج» عدداً من الطلبة الذين تحدثوا عن هذه القضية، حيث قال عبدالله، (في الصف التاسع)، إنه كان يعاني توتراً واضطراباً بسبب كثرة الامتحانات والضغوط الدراسية، ما دفعه للغياب المتكرر عن المدرسة، وكشف أحد معلميه عن معاناته من التراجع الكبير في مستواه الدراسي وزيادة غياباته بسبب تلك الضغوط، بعد إبلاغ إدارة المدرسة بالأمر، جمعت معلومات شاملة عن حالته وعقد اجتماع مع أسرته لوضع خطة لدعمه نفسياً واجتماعياً، وأسفرت الجهود المشتركة عن تحسن ملحوظ في مستواه الدراسي وعودته للاندماج الإيجابي في البيئة التعليمية.
قدّمت فاطمة (في الصف العاشر) نصائح وحلولاً مهنية للتعامل مع القلق والتوتر أثناء العروض الصفية، وفي غضون أسابيع، بدأت تظهر نتائج ملموسة على فاطمة، حيث أصبحت أكثر ثقة بنفسها وشاركت في الأنشطة الصفية بفعالية، ما أثار إعجاب معلميها وزملائها.
قالت منى (الصف الحادي عشر)، أنها قررت استشارة الأخصائية النفسية، التي ساعدتها على مواجهة حالة التنمّر والتغلب عليها بجلسات علاجية مكثفة، مؤكدة أن حالتها الصحية تحسنت، وعاد وزنها إلى المعدل الطبيعي.
استعادة الثقة
قالت فاطمة (في الصف العاشر)، إنها كانت تعاني الرهاب الاجتماعي الذي كان يعوقها عن المشاركة في الأنشطة الصفية، وكانت تواجه صعوبة كبيرة في الوقوف أمام زميلاتها للشرح، ما أثر في ثقتها بنفسها وأدائها الأكاديمي، وبعد استشارة الأخصائية الاجتماعية في مدرستها، وضعت خطة تدريبية شاملة تضمنت جلسات دعم نفسي وتمارين عملية تساعدها على مواجهة مخاوفها تدريجاً.
علاج فعال
أكدت منى (الصف الحادي عشر)، أنها تمكنت من التغلب على اضطراب الأكل الذي عانته خلال دراستها، مشيرة إلى أن السبب وراء معاناتها يعود إلى التنمّر التي تعرضت له في المرحلة الابتدائية. وقالت إنها كانت دقيقة للغاية في اختيار مكونات الأطعمة، ولا تتناول أي وجبة من المقصف المدرسي، بسبب الوسواس الذي سيطر عليها مدة طويلة، موضحة أن هذه الحالة أثرت بشكل كبير في صحتها ووزنها.
0 تعليق