خلينا على ورق العنب..! - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خلينا على ورق العنب..! - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 05:00 مساءً

هناك مقولة سمعتها مؤخرا يمكن أن تكون قاعدة إدارية قيّمة جدا إذا ما تم التدريب عليها كمنهجية تساعد رواد الأعمال المقبلين على تقديم مشاريعهم باندفاع كبير، حتى لا يصدموا من أول المشوار ويتراجعوا عن طموحاتهم التي اعتقدوا أنهم رسموها بعناية وخططوا لها جيدا، وحتى نتعرف على تلك المقولة وندرك المقصود من ورائها.. يجب علينا أولا أن نعرف كم هي النسبة للذين يقومون بالأعمال التي يحبونها والتي كانت ضمن مخططاتهم المستقبلية..؟

بنظرة سريعة فيمن حولي من الشباب ممكن أن أعطي نسبة تقديرية متوسطة لا تميل إلى التشاؤم وتعبر عن رأيي الشخصي فقط لأقول إنها ثلاثين في المئة تقريبا من مجموع الشباب حولي، والسؤال التالي هو هل هذه الأعمال حققت لهم العائد الذي يتوقعونه منها..؟ ربما نعم وربما لا وربما في الطريق إلى ذلك، أي أنه أمر ليس مؤكدا.. مما يعني أن تخطيطنا لما سنصبح عليه لا يسير دائما وفق المتوقع بل هناك تحويلات متعددة في الطريق تجعلنا نغير الاتجاه، إما بإرادتنا المطلقة أو لأسباب أخرى مفروضة علينا أهمها وضع السوق في العرض والطلب ومدى احتياجاته لما نريد أن نقدمه فيه.

مضمون المقولة بتصريف هو (لا يمنع إن كنت تملك مقتطعا من الوقت أثناء بحثك في طرق تحقيق طموحاتك.. أن تشارك آخرين في ما يقومون به من أعمال، فلو أن صديقك قام بفتح مطعم لورق العنب لا يوجد ما يمنع في أن تستخدم جزءا من وقتك في العمل معه في لف ورق العنب، على الأقل إلى أن تأتي اللحظة التي تصبح طموحاتك ومخططاتك للمستقبل أمام عينك، في ذلك الوقت يمكنك أن تنسحب من لف ورق العنب وتتوجه إليها، أما إن طال الوقت ولم تأتِ هذه اللحظة.. لا تخف فعلى الأقل لديك مهارة تعلمتها سابقا قد تكون هي الخيار الصحيح وإن لم تدرك ذلك، و"خليك على لف ورق العنب") من سبقونا كانوا يقولون "صنعة في اليد.. أمان من الفقر".

ليس دائما ما رسمناه نحن وما حلمنا بتحقيقه هو الطريق الصحيح، قد يكون هناك قطع مفقودة داخل الصورة الكاملة لم نلقي لها بالا وتكون هي أساس الأحجية، على سبيل المثال.. يمكن أن لا تتناسب خططنا مع واقعنا المحيط بنا، أو أنها لا تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا، أو أننا سرنا خلف ما هو شائع داخل المجتمع وحقق نتائج مذهلة لأصحابه، وليس بالضرورة أنه سيحقق النتائج نفسها معنا عندما نقوم بتقليده، يذكرني هذا الأخير بأمر طريف شاهدته على لافتة مطعم جديد، كان يحمل المطعم الاسم نفسه للمطعم المعروف جدا في منطقتي، والفارق الوحيد كان في الحرف الأخير الذي أضافه المقلِد حتى يكسب عملاء المطعم الشهير بالمخادعة.. أصاب بالحيرة دائما من ذلك التصرف الغبي الذي ينتهجه بعض التجار، والذي يعطي صورة ليست جيدة عنهم بل إنه يأتي بصورة عكسية غير التي كانوا يطمحون لها.. إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على ورق العنب.. فمهما كان هناك عدد من المتاجر لبيعه إلا أنه منتج مطلوب بجميع طرق تجهيزه، لا مانع إذا باءت كل مشاريعنا بالفشل أن نشارك صديقنا القديم في ورق العنب ونبدع في تقديمه بطرق متعددة مرة بدبس الرمان ومرة أخرى بالليمون، أو نقدمه في صورة مختلفة ككبيبة حائلية.. المهم نستمر ولا نتوقف عند إحدى التحويلات.

eman_bajunaid@

أخبار ذات صلة

0 تعليق