نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إما وحدة موقف.. أو مستقبل مظلم ! - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 08:03 مساءً
ظلت الدعوة للوحدة العربية حلمًا ممتدًا عبر التاريخ، إذ شهد الوطن العربي محاولات عديدة لتوحيد صفوفه في مواجهة التحديات المشتركة، من أبرز المحطات التي جسدت هذا الطموح إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في العهد الناصري عام 1958، والتي مثّلت تجربة فريدة في السعي نحو التكامل العربي، رغم قصر مدتها.
و وعبر العصور شهدت المنطقة العربية أشكالًا متعددة من الوحدة، ، فتوحدت تحت راية الحكم الإسلامي في فترات مختلفة، أبرزها العهدين الأيوبي وحكم المماليك، الذين تمكنوا من التصدي للحملات الصليبية وحماية الأراضي العربية من الاحتلال الأجنبي، ومع دخول العثمانيين إلى المنطقة، خضعت معظم الأقطار العربية لحكم السلطنة العثمانية، التي حكمت العرب من الأناضول، دون أن تمنحهم الاستقلالية الفعلية.
وبالرغم من أن الدولة العثمانية نجحت في حماية الأراضي العربية لفترات طويلة، إلا أن ضعفها التدريجي وانشغال سلاطينها بملذاتهم الداخلية وإهمال الأقطار العربية، مما فتح الباب أمام القوى الاستعمارية الأوروبية للتغلغل في المنطقة.
وكانت النتيجة وقوع معظم الدول العربية تحت الاحتلال الغربي، بدءًا من الاستعمار الفرنسي للمغرب العربي، مرورًا بالاحتلال البريطاني لمصر والخليج واليمن، ووصولًا إلى الاحتلال الإيطالي لليبيا، في ظل غياب أي كيان عربي موحد قادر على الدفاع عن استقلاله.
و منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، اعتمدت القوى الكبرى استراتيجية تقوم على إبقاء الدول العربية منفصلة سياسيًا، بحيث يتم التعامل مع كل دولة عربية على حدة، مما يمنع تشكيل جبهة عربية موحدة قادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وإتبعت هذه الاستراتيجية اتفاقيات السلام المنفردة كوسيلة، بدأتها في كامب ديفيد عام 1979 والتي كانت أول خطوة لفصل المسار العربي الموحد بعد أكتوبر 1973، ثم تبعتها اتفاقيات أخرى لم تحقق سوى المزيد من العزلة لكل دولة عربية على حدة، مما مكّن - إسرائيل - من فرض هيمنتها العسكرية والاقتصادية على المنطقة دون مواجهة حقيقية أو منافسة من اى بلد عربي غير مصرنا الغالية التى تحتفظ بجيش قوي دائم التحديث والتطوير.
والمفارقة أن الغرب حين يتعامل مع العرب في قضايا العقوبات أو التهديدات، يتحدث عنهم بصيغة الجمع، بينما عند التفاوض أو عقد الاتفاقيات، يُصر على التعامل مع كل دولة منفردة، لضمان استمرار حالة الانقسام، وحتى المصطلحات لم تكن بمنأى عن هذه السياسة، إذ استُبدل مصطلح "الوطن العربي" بمسمى "الشرق الأوسط"، لتجنب أي إيحاء بوجود موقف عربي موحد.
اليوم، تواجه الأمة العربية تحديًا جديدًا ظاهره محاولات تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا، وفرض مشاريع التطبيع الاقتصادي والسياسي، إلى جانب استنزاف الموارد العربية. فقد أجبر العرب على استثمار أموالهم في الولايات المتحدة وأوربا، لضمان بقاء اموالهم رهينة للسياسات الأمريكية أما باطن ما يحدث الان فهو ضياع امة العرب الى الابد، فلا ارض ولا شعب ولا ثروات.
بالامس تباهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإنجازات التي حققها لإسرائيل، والتي جاءت جميعها على حساب الحقوق العربية، في القدس، والجولان، ولن تقف أطماعه عند الأرض الفلسطينية فقط، بل تمتد إلى الثروات العربية في الغاز والنفط، سواء في مياه البحر المتوسط أوالخليج العربي.
الأ وحدة الموقف العربي لم تعد مجرد حلم ولا رغبة بل ضرورة للبقاء والخطر لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح واقعًا ملموسًا، ولم يعد ضعف الدول العربية وهم فرادى مجرد حالة عابره في التاريخ، بل واقع وتهديد للوجود العربي في الحاضر والمستقبل.
فإن لم يتخذ العرب موقفًا موحدًا إزاء هذه التحديات، فإن المصير لن يكون مجهولًا، بل مظلمًا، سيطال الجميع دون استثناء.
0 تعليق