تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، مع استمرار المماطلة الإسرائيلية في دخول المساعدات ومستلزمات الإيواء والوقود إلى القطاع، لا سيما إلى الشمال، وفق البروتوكول الإنساني المتفق عليه، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب عرقلة خروج الجرحى والمرضى عبر معبر رفح، بالتزامن مع مواصلة الانتهاكات الميدانية للاتفاق عبر استهداف المسيرات والقصف المدفعي للنازحين، خصوصاً في شارع الرشيد، في حين ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلي على غزة، إلى 47 ألفاً و540 قتيلاً، و111 ألفاً 618 مصاباً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بإدخال مساعدات إغاثية وإيوائية على وجه السرعة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية عقب وقف إطلاق النار. وقال المكتب، في بيان، إن «إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها، وتواصل المماطلة في إدخال المساعدات العاجلة التي يحتاج إليها سكان القطاع».
وأشار البيان إلى أن البروتوكول الإنساني المتفق عليه ينص على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة مؤقتة لاستيعاب النازحين، إضافة إلى 600 شاحنة يومياً تحمل مساعدات ووقوداً، منها 50 شاحنة مخصصة للوقود والغاز، إلى جانب المعدات الطبية والإنسانية. وأشار المكتب إلى أن الجانب الإسرائيلي تعمد تأخير لائحة الأسماء الخاصة بالسماح للجرحى والمرضى وذويهم بالخروج عبر معبر رفح، ما أدى إلى تعطيل الدفعة التي كانت مقررة، أمس الثلاثاء.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا إن الحكومة اليابانية تبحث تقديم الرعاية الطبية للمرضى والجرحى من سكان غزة. وقال إيشيبا أمام جلسة للبرلمان إن إدارته تعمل على سياسة تقديم الدعم في اليابان، لأولئك الذين يعانون المرض أو الجرحى في غزة، مشيراً إلى أنه يمكن أيضاً تقديم الفرص التعليمية لسكان غزة، الذين يخضعون لاتفاق هش لإطلاق النار مع إسرائيل.
ومن جانبها، ذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان أمس، أن جثامين 22 قتيلاً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية، منها 20 تم انتشالها من تحت ركام المنازل والطرقات، وقتيلان متأثران بإصابتهما خلال الحرب على غزة، في حين وصلت 6 إصابات للمستشفيات.
وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 545 ألف نازح فلسطيني، عادوا إلى شماليّ قطاع غزة، خلال الأسبوع الماضي، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، أنه في المقابل عبر أكثر من 36 ألف فلسطيني من الشمال إلى جنوب غزة.
وبخصوص المساعدات الإنسانية، أكد دوجاريك توسع عمليات الإغاثة في غزة، مشيراً إلى توزيع أكثر من 30 ألف سوار هوية لأطفال دون الرابعة، للحفاظ على اتصالهم بأسرهم وضمان سلامتهم. ولفت إلى أن أكثر من 250 طفلاً، قد انفصلوا عن عوائلهم خلال تنقلاتهم، مشدداً على أهمية هذه الأساور في الحفاظ عليهم.
في غضون ذلك، شنت طائرات إسرائيلية، ظهر أمس الثلاثاء، غارة جديدة في شارع الرشيد جنوب غرب مدينة غزة. وقال شهود عيان إن مسيرة إسرائيلية استهدفت جانب طريق يمر به النازحون دون الإعلان عن إصابات. كما أطلقت زوارق إسرائيلية النار غرب مدينة غزة فيما واصلت الآليات إطلاق النار جنوب مدينة رفح.
(وكالات)