هيدروجين مكة المكتظة - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هيدروجين مكة المكتظة - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 10:40 مساءً

حينما يتم ذكر زحام السيارات، واختناق المشاة بتلوث الهواء بغازات عوادم المركبات، يَعِنُ على الخاطر مدينة مكة المكرمة، وبالأخص في مواسم الصيف الملتهبة.

وكم بذلت الحكومة السعودية طوال المواسم السابقة من جهود عظيمة، بمحاولات تعديل أسباب ما كان يحدث في بيئة غير ذي زرع، فشجرت الشوارع لنشر الظلال، ووسعت المسارات، ونصبت رشاشات المياه الباردة لترطيب قسوة الأجواء، وأوجدت المظلات والمراوح العملاقة، وثلاجات المياه الباردة للشرب وترطيب الأجساد، وعملت على إبعاد مسارات السيارات عن المشاة، ورفعت قدرات البنية التحتية بكل الوسائل الممكنة، ولكن الوضع يظل محتاجا للمزيد من التخطيط والبحث والحلول المستدامة، وفحص ميكانيكا المركبات القديمة، وفتح الطرق البديلة لمواجهة عسر البيئة وتحسين الأجواء للمحافظة على صحة الحجاج وأهل المنطقة، واتقاء ضربات الشمس، والتقليل من عمليات ضيق الأنفاس عند من يعانون الأمراض التنفسية، إثر تصاعد غازات عوادم سيارات الديزل والبنزين الحارقة الخانقة في بيئة صعبة قاسية.

ومن أجمل ما سمعناه مؤخرا قيام الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبالتعاون مع وزارة الطاقة والهيئة العامة للنقل والمديرية العامة للدفاع المدني والإدارة العامة للمرور، إجراء التجربة الثانية لحافلات مطورة تعمل على خلايا وقود الهيدروجين الصديق للبيئة، لقياس ودراسة الجدوى وإمكانية التعميم.

رؤية ذلك عظيمة إنسانية، ونوايا خير لبناء أواصر صداقة مع البيئة، بتجربة ذات أسس فكرية علمية عملية، تسعى لتطوير بيئة الحج والعمرة، والتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة جراء تصاعد الغازات الضارة الساخنة من المركبات، وضمن دراسة وتجارب حثيثة لاختيار أفضل الوسائل القادرة على تعديل الظروف البيئية، وجعلها أقرب للسلامة.

دعونا نحلم بما سيؤول إليه الحال، لو تكاتفت الجهود واستمر تتبع النظريات والاختراعات الجديدة، وتمكنت هيئة العاصمة المقدسة من تحويل كل المركبات الضخمة إلى مراكب نقاء ورطوبة ومحبة للبيئة، ما سيرفع مستويات السلامة الصحية في بيئة الحج والعمرة، وجعلها مثالا مرشدا لكل مدن الزحام العالمية، المؤيدة لنقاء البيئة، وتنميتها في عقول الحريصين على إصلاح خلل يفتك ببيئة الغلاف الجوي.

تشكل مادة الهيدروجين موردا طبيعيا هو الأغنى على سطح الكرة الأرضية، حيث إن كل ذرة ماء تحتوي على جزأين من غاز الهيدروجين، مندمجين مع ذرة أكسيجين، بأغنى مخزون دائم ما دامت الحياة، والمهم بلوغ الطرق المثلى الأسهل والأرخص لاستخراجه بطرق أقل كلفة عن استخراج الوقود الأحفوري، ووقود الطاقة الشمسية، وسواها من أصناف الطاقة.

الأمر ما يزال محدودا وطرق التصنيع تظل مكلفة وتحتاج لمزيد من التطوير والوقت، كما أن عمليات التخزين تشكل بعض الصعوبة كون الهيدروجين غازا سريع التطاير.

ولكن الجدوى والفائدة حينها ستعم العالم أجمع، بالقدرة على تعويض أي نوع من الطاقة، وبما في ذلك وقود الطائرات والمركبات الفضائية.

رؤية مستقبلية مشجعة، فهو غاز حبيب لا يسبب السخونة، ولا يطلق انبعاثات ضارة حين استخدامه، فيعود على شكل غاز هيدروجين طبيعي، ناهيك عن سهولة عودته للالتحام بالأكسجين، لتكوين ذرات الماء مرة أخرى.

من الدول كثير من المتهاونين الجشعين قاتلي البيئة، ومنهم قلة نزهاء يحاولون رد وإنعاش أنفاس الأرض المحتضرة، وكم هو جميل أن تكون السعودية بينهم صديقة مخلصة للبيئة النقية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق